لاحظ أعضاء أحد فرق المتابعة بشركة رفادة التابعة لشركة حجاج تركيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا “السراة” حالة طفلة تركية وصلت رفقة والديها مع أحد الأفواج المقرر سكنها بمكة المكرمة، لاحظوا أن حالة الطفلة تحتاج إلى رعاية خاصة كونها مصابة بالتوحد.
يقول رئيس مركز الخدمات الميدانية رقم (٢) بشركة رفادة المناسك المهندس حسن بن رضا عجيمي: وضعنا ملاحظة على ضرورة الاهتمام بالطفلة عند وصول الفوج إلى مسكنهم في فندق أطلس، فحالتها خاصة وتحتاج رعاية بسبب ذلك، وبعد أن أكملنا ضيافة فوج الحجاج عدنا إلى أسرتها، تحدثنا معهم.
كانت أُولى الحلول إفراد خيمة خاصة بالطفلة وأسرتها، وقمنا بالاستعانة بشركة تصميم داخلي متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وذهبنا إلى مشعر عرفات قبل الحجاج واخترنا موقع الخيمة التي تكفل بها مشكوراً السيد عبد العزيز علوي مدير شركة الرفادة، وسلمنا إياها الاستاذ فريد سناني، وهي خيمة مطابقة للشروط والمواصفات الخاصة بالدفاع المدني.
تم الاتفاق على أن الطفلة سترتاح في موقع بلون موحد، فتم اختيار اللون والمساحة والأثاث وكافة التفاصيل التي تحقق لها الراحة، فيما تكفل مركزنا بكافة الأمور الأخرى خدمة لهذه الطفلة، كما تم تجنيد الموظفة الاستاذة ولاء عبد الله لبان لترعى شؤونها بشكل خاص، وقطاع عرفات بالشركة ساعدنا بالتصاريح والجهود تكاثفت الحمد لله واستطعنا ان نحقق الوعد بتكاتفنا جميعاً.
فاجأناها واسرتها عند وصولهم إلى مشعر عرفات بكمية الهدايا والاستقبال الرائع في الموقع الملائم لحالة الطفلة، وهنا لا أستطيع وصف مشاعر والديها عند رؤية المكان الذي تم تجهيزه بفكرة من الفريق ونفذها بشكل سريع جداً كانت نتائجه مبهرة لأسرتها.
والدها قال إن همهم كان كيف يمكن أن يحجّوا في الخيام المزدحمة التي تثير ابنتهم، إلا أنه عقب رؤية الترتيبات قال: كنتم بالنسبة لي حلماً يتحقق، فقد كنا نخشى عليها من زحام الخيام المليئة بالحجاج حيث الكل يعيش على طبيعته، مما يجعل الطفلة تتأثر من الضوضاء، كنا في قلق حتى فاجأتمونا بهذه الخيمة المخصصة.
يقول عجيمي: كان الهدف من كل عملنا أن نصنع لهذه الطفلة تجربة تظل في ذاكرتها طوال عمرها، تتذكر بأنها عندما جاءت إلى الحج وجدت شيئا مخصصا لها.
المصممة هلا حسين عجيمي قالت: رأينا في تصميم الخيمة أن يكون اللون العام أبيضاً وبدون سجاد أو نجيل داخل الخيمة كون ذلك يشوش عليها، وتهيجها فالألوان الكثيرة تثير أعصابها، فاكتفينا بلون موحد للأثاث.
وفي النهاية كان الهدف صناعة تجربة حج تحتفظ بها العائلة لسنوات طويلة وترويها لأجيالها القادمة عن احسان السعودية لضيوف الرحمن ورعايتهم.